روائع الغربة ..

أصبحتُ أحبُ ملابسي أكثر، عندما صرتُ أنا من يغسلهم ويطويهم ويكويهم لا الخادمة..

أصبحتُ أتلذذ بطعامي أكثر لأني أنا من يطهيه من الألف إلى الياء…

أصبح لدي صديقات من كل الدول والاجناس والطوائف والنُحل .. نختلف لكننا نحبُ بعضنا واختلافنا ..

تعلمتُ تدبير أموري بنفسي .. بعد التوكل على مدبر الأمور” الله عز وجل”…

بتُ أحرص على الدقائق قبل الساعات لاستثمار وقتي في كل خير وفي الخير كُله..

تعلمتُ أن أكون معتدلة في صرف مالي فلا إفراط ولا تفريط..

صار لنظافة المكان من حولي طعم آخر فأنا من يقوم بمهام التنظيف كُلها.. وكم علمت أن خادم البيت سيدكم وسيد البيت خادمكم..

وأجمل ما شعرتُ به هو أني أعيش مع الله ..

حتى صرتُ أردد أبيات عمر بهاء الدين الاميري ” مع الله” في كل حين وحين..



مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ *** مع الله في الدمع لما انهمَرْ

مع الله في التَّوب رغم الهوى *** مع الله في الذّنْب لما استتَرْ

مع الله في نسمات الصباحِ *** وعند المسا في ظلال القمرْ

مع الله في يقظةٍ في البكور *** مع الله في النوم بعد السهرْ

مع الله فجراً.. مع الله ظهراً *** مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ

مع الله سرّاً.. مع الله جهراً *** وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ

مع الله عند رجوع الغريبِ *** ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ

مع الله في الجُرح لما انمحى *** مع الله في العظم لما انجبرْ

مع الله في الكرب لما انجلى *** مع الله في الهمِّ لما اندثرْ

مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ *** وتسليمهِ بالقضا والقدرْ

مع الله حين يثور الضميرُ *** وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ

روائع الغربة .. خاطرة تطول .. ولكن هنا توقفَ القلمُ فاستجبت.

رحاب شريف

الدوحة

10 يوليو 2012

مقالات ذات صلة

الدجاجيون

لَديَّ صديقات اُسَمِيهنَّ “الدجاج” لأنهم ينامون مبكراً جداً ويصحون مبكراً جداً، ولم أعتد يوماً أن أكون مثلهم، فساعات العطاء عندي تمتدُ من المغرب حتى الفجر، وفي هذا…

“ريموتك” أينَ؟

تَدخلُ علينا ونَحنُ مُجتمعين وهي تُناضلُ مِنْ أَجلِ مُداراة دَمعاتها، مُطأطأةَ الرأس ، مُنحيةَ الكتفين ،وكأنَّ نِهاية العالم تلوحُ أمامَ عينيها ، وهي التي تَزَلْزلُ…

البخلاء و الحب

مازلتُ أتذكرُتلكَ القِصَة الحقيقية التي قَرَأتُها والتي تَمَّ تَمثِيلِها وعَرْضها في دُورِ السينما،  قِصةُ أَحَد الأزواج الذي عَلِمَ مِنْ طبيبِ زَوْجَتهِ أنها مُصابة بِمَرضٍ عُضال وإنها…

الفيل و النمة

كنتُ منذ فترة في حوارٍ مع الكاتب “مصطفى فرحات” ، فَتَشَعَبَ الحديثُ معهُ تحتَ مظلة الثقافة  والأدب، حتى طَفقَ يُكلمني عن عَلَمٍ مِنْ أعلامِ الفِكْرِ والأدب…

في الجيب

عندما كنتُ في المدرسةِ الإعدادية ، كانت والدتي تعملُ بجامعةِ البحرين، فَذكرت لي يوماً موقف إحدى الطالبات والتي تَخَرَجَت مِن الثانوية العامة بنسبة 87.6 ،…

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اختر العملة
تواصل معنا . .
كيف يمكنني أن أساعدك؟
مرحبا
كيف يمكنني أن أساعدك؟